العنف والطبيعة الإلهية
وأمّا أنّ العنف لا يتناسب مع الطبيعة الإلهية، فهل يتناسب معها ظلم الظالمين والمتجبّرين الذين سفكوا دماء الأبرياء وشرّدوهم وأبادوهم؟ هل نتوقع أن يقدّم الله لهم حفلة شاي وسلة زهور ويهمل ظلامات المظلومين وصراخ الأبرياء المستضعفين المقهورين؟لو صحّ أنه لا يوجد عذاب في الآخرة لأنّ العذاب لا يتناسب مع طبيعة الله الرحيمة لكانت الدنيا فرصة للأشرار، لأنّهم فعلوا كلّ ما يريدون من ظلم وعربدة وإجرام وقسوة ففازوا في الدنيا بظلم الآخرين والتسلط عليهم وسرقة أموالهم والتمتع بها، وفي الآخرة برحمة الله ومغفرته، وأصبح الأخيار أقلَ حظاً لأنهم لم يفعلوا ذلك في الدنيا ولم يستغلوها لشهواتهم ونهب خيرات الأمم والشعوب، وفاز بها الأشرار.