قدرة الله على التجسُّد
س: ما دام الله قادراً قدرة مطلقة فلماذا لا يستطيع التجسُّد؟
ج: التجسُّد محدودية فهو نقص، والله منزَّه عن النقص، وقدرته تعالى انعكاس عن كماله، وكماله المطلق يستحيل عقلاً أن يكون نقصاً، وإلاّ لجمعنا النقيضين وقلنا إن الله كامل وليس كاملاً في نفس الوقت، لذا يستحيل التجسُّد عقلاً… نعم، الله يُظهر قدرته في بعض عباده أكثر من غيرهم كخلق آدم وحواء (ع) من دون أبوين وكخلق عيسى (ع) من دون أب، أو كخلق الإنسان نفسه بمواهب أعلى من الحيوان، وكإعطاء الأنبياء القدرة على صنع المعاجز، وهذا لا يعني أبداً أن الله تجسَّد فيهم… لو أمكن أن يتجسد الإله في البشر لأمكن أن يتجسَّد في البقر!! ولو أمكن أن يتجسَّد في البقر لأمكن أن يتجسَّد في الحجر!! أو يتجسَّد في كأس وأمكن أن نقبض عليه ونحتجزه. فلماذا إذا نلوم عبَدة البقر والحجر أو أولئك الذين قالوا بأن الله هو الطبيعة أو مندمج في الطبيعة؟! تبارك الله وعلا وجل عن كل تلك الأوصاف والأمثال
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى 42 11.