هل بنوّة المسيح أخطر من الإلحاد؟
س: لماذ حمل القرآن حملة شديدة على من ادَّعى ولدّا لله، بقوله تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا *لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (قبيحا)* تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} مريم 9 88-91. ولم يقل ذلك للملحدين به المنكرين له؟
ج: خطورة البنوّة أنها تسند الولد كإله آخر إلى الله. بادِّعاء أن الله هو الذي قرَّر أن يكون له ولد إله! وهذا أشد إضلالاً للناس من إنكار الله تعالى، لأن إنكاره يتمُّ باسم الإنسان المعرَّض للخطأ في فكره وقراراته، أمّا اعتقاد البُنُوّة والولد فيتم باسم الله الذي لا يخطئ أبدًا، فهذا اعتقاد أشد تلبيساً على الفكر البشري واستدراجاً للبسطاء، وإيقاعاً لهم في الضلال، وهو نظرة مهينة إلى الحضرة القدسية تسند إليها الضعف والحاجة إلى الولد، فضلاً عن أن الولد الإله تناقض يرفضه العقل، لأن الإله لا يكون مخلوقاً أبداً، وإنما يكون خالقاً أبداً غير مخلوق، فكيف يكون الولد المخلوق إلهاً؟