هل سُحِر النبي (ص)؟
س. جاء في كتاب (بحار الأنوار) للشيخ باقر المجلسي ج٨٩ باب١٢٥ ص٣٦٤، أنّ النبي محمداً قد سحره يهودي يدعى لبيد بن أعصم، فماذا تقولون؟
ج. لا يؤثّر السحر في النبي (ص) وإلا لأثّر في نبي الله موسى (ع) حين واجه السحرة الكبار فارتد سحرهم وسقط، ولا يؤثر السحر في من يقرأ سورتي المعوذتين: (الفلق والناس)، فكيف يؤثر في رسول الله (ص) الذي عصمه الله من الناس وهو حامل رسالة الوحي إلى العالم؟! فإذا أثر فيه السحر وجعله ينطق مثلاً بغير حقيقة الوحي فكيف يمكن الاعتماد بعد ذلك على كلامه وما ينقله عن الله عزّ وجلّ؟ وكيف يترك الله نبيَّه يتخبّطه السحر ويفقد توازنه وإدراكه دون أن يعصمه فيضلل الناس وتختلط عليهم الحقائق؟! حاشا لله أن يفعل ذلك.
ثمّ إن الرواية الواردة في (بحار الأنوار) مروية عن محمد بن جعفر البرسي عن محمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان، عن الفضل، عن الإمام الصادق (ع)، عن أمير المؤمنين (ع) أنّ جبرئيل أخبر النبي (ص) أن لبيد بن أعصم اليهودي سحره وجعل السحر في بئر أزوان، وأنّ الإمام علياً (ع) انطلق إلى البئر وجاء بالسحر .. إلخ.
وهذه الرواية عارية عن الصحة لوجود شخصين مجهولي الحال في سلسلة رواتها هما محمد بن جعفر البرسي ومحمد بن يحيى الأرمني، بحسب مقاييس علم تقييم رواة الأحاديث والأخبار (علم الرجال) .. فليست الرواية صحيحة ولا موثّقة ولا حسنة حتى يتمّ الاعتماد عليها، فلا قيمة للاستدلال بها.